طورت سنغافورة نظامًا متقدمًا للذكاء الاصطناعي يُعرف باسم “Balefire” للكشف عن المدخنين الذين يخالفون القوانين المنظمة لهذه الممارسة في جميع أنحاء الدولة. وذلك بهدف مساعدة سلطات إنفاذ القانون في الحد من هذه المخالفات بشكل أكثر كفاءة.
كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لكشف المدخنين:
1. جمع البيانات: يتطلب الأمر جمع مجموعة كبيرة من الصور ومقاطع الفيديو التي تحتوي على أشخاص يدخنون وأشخاص غير مدخنين في الأماكن العامة. يجب أن تتنوع هذه المجموعة من حيث الأعمار والجنس والخلفيات الثقافية للأفراد.
2. التدريب: باستخدام تقنيات التعلم العميق والشبكات العصبية الاصطناعية، يتم تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي على هذه البيانات للاعتراف بالأشخاص الذين يدخنون والأشخاص غير المدخنين.
3. الكشف والتصنيف: بعد التدريب، يمكن استخدام النموذج للكشف عن المدخنين في الأماكن العامة. يتعرف النموذج على مؤشرات مميزة تشير إلى التدخين مثل وجود سيجارة أو دخان في الصورة أو الفيديو. يتم تصنيف الأشخاص في الصورة إما كمدخنين أو غير مدخنين.
4. التحسين والتقييم: يجب تحسين أداء النموذج بشكل مستمر من خلال تجميع المزيد من البيانات وتدريبه على مجموعات أكبر وأكثر تنوعًا. يتطلب ذلك أيضًا التقييم المستمر لأداء النموذج وضبطه لتحسين دقته وموثوقيته.
اقرأ أيضاً:بريطانيا تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لخفض التكاليف
فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي :
1. تحسين صحة العامة: يعتبر التدخين من العوامل الرئيسية التي تؤثر سلبًا على الصحة، وتعرض الأشخاص الذين يتعرضون للتدخين السلبي للمخاطر أيضًا. باستخدام الذكاء الاصطناعي لكشف المدخنين، يمكن تحسين جودة الهواء في الأماكن العامة والحد من التدخين السلبي، مما يسهم في تحسين صحة العامة للأفراد.
2. توعية الأفراد: من خلال الكشف عن المدخنين في الأماكن العامة، يمكن تعزيز الوعي بضرورة الامتناع عن التدخين وتحفيز الأفراد على تغيير سلوكهم. قد يؤدي ذلك إلى زيادة الانتباه إلى الآثار السلبية للتدخين وتشجيع الأفراد على البحث عن وسائل أخرى صحية وغير ضارة للتعامل مع الإجهاد أو الإدمان.
3. تعزيز إنفاذ القوانين واللوائح: في بعض البلدان، يكون التدخين في الأماكن العامة غير قانوني. باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن تعزيز إنفاذ القوانين واللوائح المتعلقة بمنع التدخين في الأماكن العامة، مما يساهم في إحداث تغيير إيجابي وتطبيق القوانين بشكل أكثر فعالية.
4. تحسين الأبحاث والإحصائيات: يمكن استخدام البيانات المجمعة من خلال نظام كشف المدخنين باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الأبحاث والإحصائيات حول التدخين وتأثيره على الصحة والمجتمع. يمكن استخدام هذه البيانات لتوجيه السياسات العامة والتدابير الوقائية والتوعوية ذات الصلة.
اقرأ أيضاً:مايكروسوفت تعلن تقنية ترقية الصورة DirectSR
سلبيات استخدام الذكاء الاصطناعي:
1. انتهاك الخصوصية: قد يعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي انتهاكًا لخصوصية الأفراد. فقد يشعرون بالاستياء أو القلق من استخدام تقنيات التعرف على الصور والفيديو لمراقبة أنشطتهم الشخصية دون موافقتهم.
2. خطأ في التعرف: قد يحدث أخطاء في التعرف على المدخنين وغير المدخنين من خلال النظام الذكي. قد يتعرض الأشخاص غير المدخنين للكشف عنهم بشكل خاطئ ويتم تصنيفهم على أنهم مدخنين. مما يؤدي إلى توجيه اتهامات غير صحيحة أو إحراج غير مبرر.
3. التحيز والتمييز: يمكن للنظام الذكي أن يكون عرضة للتحيز والتمييز بناءً على بيانات التدريب المستخدمة. إذا كانت البيانات المستخدمة غير متوازنة أو تحتوي على تحيزات معينة، فقد يؤثر هذا على دقة التعرف ويؤدي إلى إظهار تمييز غير عادل أو غير متساوٍ بين الأفراد.
4. القضايا القانونية والتنظيمية: قد تنشأ قضايا قانونية وتنظيمية حول استخدام الذكاء الاصطناعي. قد تختلف التشريعات واللوائح من بلد لآخر بشأن الخصوصية وحقوق الأفراد واستخدام التكنولوجيا في المراقبة.
5. تبعات اجتماعية: قد يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي لكشف المدخنين إلى تبعات اجتماعية سلبية، مثل زيادة الشعور بالمراقبة والانقسام بين الأفراد. قد يتسبب هذا في تدهور العلاقات الاجتماعية في المجتمع وزيادة التوتر وعدم الثقة.
اقرأ أيضاً:هل سيُغني الذكاء الاصطناعي عن دراسة البرمجة وعلوم الكمبيوتر؟
حقيقة تطوير سنغافورة لنظام ذكاء اصطناعي للكشف عن المدخنين في الأماكن العامة:
يعمل النظام، الذي وصل الآن إلى إصداره الثالث. على رصد المدخنين في الأماكن التي يحظر فيها التدخين مثل معظم الأماكن المغلقة والحدائق والمؤسسات التعليمية وأحواض السباحة وحتى جسور المشاة العلوية.
حيث يُعرض المخالفين لغرامات مالية تصل إلى 200 دولار سنغافوري. (148 دولار أمريكي)، وقد تصل إلى خمسة أضعاف هذا المبلغ في حالة الإدانة.
وقد واجه المطورون تحديات في اكتشاف السجائر نظرًا لصغر حجمها وسهولة الخلط بينها وبين أشياء أخرى مثل حواف الهواتف الذكية والأصابع في أوضاع معينة وحتى بعض أنواع الأطعمة. الأمر الذي أدى إلى حدوث الكثير من حالات الكشف الخاطئ باستخدام أنظمة الرؤية الحاسوبية التقليدية.
لذلك، لجأت الوكالة الرقمية الحكومية إلى بناء خط معالجة مخصص يضم خمس خطوات رئيسية: الكشف عن الرأس ومعالجتها. والتصفية المبنية على القواعد الاستدلالية، وتتبع الرأس في إطارات متعاقبة، وتصنيف ما إذا كان الشخص مدخنًا أم لا، ومحاولة إعادة تعريف المدخنين المكتشفين.
واعتمد النظام في إصداره الأخير على مجموعة من النماذج التي تم تدريبها باستخدام لقطات فيديو تم تجميعها من الإصدارات السابقة وإعادة معايرتها بشكل متكرر لتحسين أدائها. خاصة في الحالات الصعبة مثل الأشخاص الذين يرتدون خوذات أو يتناولون الطعام والشراب.
اقرأ أيضاً:كيف تستخدم ميزة Circle to Search الجديدة في هواتف Galaxy S24؟
تأمل السلطات أن يساعد هذا التحديث الجديد في زيادة معدل اكتشاف المدخنين المخالفين وتقليل حالات الكشف الخاطئ. مما يُمكّنها من تعزيز جهود الإنفاذ وتخصيص الموارد بشكل أكثر فعالية في المناطق التي تشهد انتهاكات متكررة لقوانين منع التدخين.