مستقبل الحماية الرقمية باستخدام الذكاء الاصطناعي

قام الذّكاء الاصطناعي في العصر الرقمي في وقتنا الحالي بإحداث ثورة في مجال اللأمن السيراني والحماية الرقميّة.

حيث قامت تقنيّات الذكاء الاصطناعي وخوارزمايته ذات الدقة المتناهية بتقديم الكثير والكثير من الأدوات الفعّالة لمجال الحماية الرقميّة.

بالتأكيد فإن هذا المجال هو مجموعة شاملة ومتنوّعة من التخصصات على سبيل المثال التعلّم الآلي والتعلّم المتعمّق وغيره الكثير من التخصّصات.

ذلك لأننا نناقش واحداً من أكبر المجالات إنتشاراً حول العالم وأهمها وذلك نظراً لكمية التهديدات المتتالية التي تستهدف المجال الرقمي بشكل عام.

أيضاً من المتوقّع في نهاية عام 2026 أن يصل متوسّط كلفة خرق البيانات إلى أكثر من 20 مليون دولار أمريكي.

بالتالي تحتّم على المسؤولين وصنّاع القرار في مجال الأمن السيبراني والحماية الرقمية إتخاذ القرارات المصيرية المناسبة للحد من هذه الإنتهاكات.

سوف نناقش في هذا المقال أشمل التطورات وأحدثها في عالم الأمن السيراني وإستخدامات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.

أهم تقنيّات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مجال الأمن السيبراني

ساهم التنوّع الكبير لأدوات الذكاء الاصطناعي في نمكين وتحسين كفائة مجال الأمن السيبراني حول العالم.

حيث كان للذكاء الاصطناعي الأفضلية في نجاح جوهر عمليات الحماية الرقمية من حيث النجاح والدقّة في أداء مهمّاته كافّة.

بعبارة أخرى فإن تخصص التعلّم الآلي يعتبر واحداً من أقوى التقنيّات المستخدمة في مجال الأمن السيبراني.

إذاً كيف يتم تطوير مجال الأمن السيبراني بإستخدام تقنيات التعلّم الآلي؟

بشكلٍ أساسي تقوم هذه التقنيّة بإستخدام أنماط البيانات للكشف عن إحتماليّة وقوع تهديد أم لا.

علاوةً على ذلك فقد أثبت التعلّم الآلي تفوّقه في المهمّات الصعبة مثل كشف أنماط البيانات وتحليلها.

من ناحية أخرى يستطيع البشر تنفيذ هذه المهمّات لكن تقنيّات التعلّم الآلي قامت بتسهيل وتسريع هذا النوع من المهمّات بشكل كبير.

وذلك عن طريق الكثير من الأشكال المختلفة سوف نذكر أهمها الآن :

• تصنيف البينات (Data Classification)

وهو الأمر الأساسي للإندماج بين تقنيات التعلّم الآلي و الأمن السيبراني وذلك بإستخدام قواعد محدّدة مسبقاً لتعيين فئات لنقاط البيانات.

بالإضافة إلى أن هذه النقاط تعتبر هي الجزء الهام في بناء ملفّات تعريف للهجمات ونقاط الضّعف أيضاً.

• تجميع البيانات (Data Collection)

حيث يتمّ إستخدام هذه التقنيّة عند تحليل بيانات الهجوم التي لم يتم التدريب النّظام عليها من قبل.

إذ تقوم هذه المجوعات في تحديد كيفيّة حدوث هجوم ما بالإضافة إلى أنها تقوم بتحديد ما تمّ الوصول إليه وكشفه.

• التقدير التنبؤي (Predictive Estimation)

تتميّز هذه التقنيّة بأنها أكثر تقنيّات التعلّم الآلي ذات التفكير ومن ثمّ التوقّع المستقبلي.

بالإضافة إلى ذلك يتم تحقيق هذه التقنيّة من خلال تقييم مجموعة البيانات الموجودة وتقوم ببناء نماذج التهديد وتحديد منع الإحتيال.

من خلال هذه التقنيّات قام التعلّم الآلي بالمساهمة بشكل فعّال وأيضاً بسرعة قياسيّة متواترة من حيث التطوّر وسرعة ردّ الفعل.

فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني

كعادة الذّكاء الاصطناعي في جميع المجالات التي قام بالمساهمة بها فقد حاز الذّكاء الاصطناعي على عنصر التميّز في مجال الأمن السيبراني.

بالتأكيد فإن التميّز لم يأتي عن عبث بل جاء من تنوّع الفوائد التقنيّة والمادّية أيضاً بالنسبة لمجال الأمن السيبراني والحماية الرقميّة.

على سبيل المثال يقوم الذكاء الاصطناعي بالتعامل مع عدد هائل من البيانات وهذا يعني أنه يتم نقل كمّية كبيرة من البيانات يومياً.

بالتالي لا يمكن لمحللي الأمن السيبراني فحص كل جزء من البيانات بحثاً عن مخاطر محتملة بل يقوم الذكاء الاصطناعي بهذه المهمة بسرعة ودقّة أكبر.

بالإضافة إلى ذلك تقوم تقنيّات الذكاء الاصطناعي بالمساعدة بشكل كبير في تنبؤ التّهديدات المستقبليّة.

ذلك أيضاً بسبب حجم البيانات الهائل التي يستطيع الذكاء الاصطناعي التعامل معها بسرعة أكبر من المحللين البشريين.

حيث أن ذلك يمكّنه من تحديد مصدر التهديد بسرعة أكبر من المحللين القائمين على مجال الأمن السيبراني.

أيضاً يقوم الذكاء الاصطناعي بتقليل التكاليف الدفاعية للأمن السيبراني بشكل كبير ذلك ما يجعله الحليف الأقوى لهذا المجال.

هل تعتبر تقنيّات الذّكاء الاصطناعي تهديداً لمجال الأمن السيبراني؟

ماذا لو تم إستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لتهديد مجال الأمن السيبراني ؟

ألا يعد الذكاء الاصطناعي في يومنا هذا في عام 2023 أحد أكثر المجالات والتقنيّات المنتشرة في العالم الرقمي؟

أيضاً ألا تعد تقنيات الذّكاء الاصطناعي من أكثر الأدوات سهلة الوصول والاستخدام في عصرنا الحالي؟

لا يمكن لأحد حتى الّحظة التنبّؤ بمستقبل أدوات الذّكاء الاصطناعي إذا ما تم إستخدامها في مواجهة مجال الأمن السيبراني والحماية الرّقمية.

حيث يمكن لضعاف النّفس وأصحاب النوايا الخبيثة إستخدام الذّكاء الاصطناعي في البحث عن الثغرات داخل الأنظمة الرقمية.

من ناحية أخرى فإن مجال الذّكاء الاصطناعي وتقنيّاته جميعها تعتبر تحت التطوير في الوقت الحالي.

أيضاً يشرف عليها نخبة من الخبراء التقنيين في هذا المجال.

علاوة على ذلك لا يمكن لأحد إنكار المرتبة العالية التي وصل إليها الذكاء الاصطناعي من قوّة هائلة في معالجة كمّيات كبيرة من البيانات بالسرعة والدقّة المطلوبة.

مستقبل الأمن السيبراني وحليفه الذكاء الاصطناعي

بالتأكيد فإن المستقبل الواعد لمجال الأمن السيبراني لن يخلو من إستخدام ومساعدة تقنيّات الذكاء الاصطناعي.

ذلك نظراً لأهمية هذا المجال في مواجهة التهديدات العالمية ذات الضرر الكبير للمجال التقني حول العالم.

بالإضافة إلى ذلك إن مجال الأمن السيبراني يعتبر من المجالات المتنامية بإستمرار حيث يتطوّر هذا المجال لحماية الأفراد والمؤسسات من الهجمات السيبرانيّة.

بالتأكيد فإن تقنيّات الذّكاء الاصطناعي أصبحت جزء لا يتجزّء من مجال الحماية الرقمية بشكل عام وزادت من كفائة الأمن السيبراني بشكل كبير.

بالتّالي سوف يؤدّي هذا النموّ إلى تطوّر مجال الأمن السيبراني بشكل كبير ومكافحة التهديدات الأمنية الكبرى في عالمنا الحالي.

علاوة على ذلك يعدّ الذّكاء الاصطناعي من الأصول الحاسمة للمنظّمات والأفراد التي تستخدم تقنيّات الأتمتة في زيادة الفعالية الإنتاجيّة بشكل عام.

ختاماً فإنّه مع زيادة عدد الخروقات الأمنية وتطوّر أساليبها يمكن للذّكاء الاصطناعي أن يكون الأداة القويّة المناسبة للحماية من الهجمات السيبرانيّة.