في عالم التكنولوجيا المتسارع، تواجه الشركات الرائدة في مجال الأجهزة الإلكترونية تحديات مستمرة تتطلب منها إعادة تقييم استراتيجياتها وتوجهاتها السوقية. شركة AMD، المعروفة بإنتاجها لمعالجات الحواسيب وبطاقات الرسوميات، تقف الآن على مفترق طرق حيث تشير التوجهات الجديدة إلى تحول محتمل نحو قطاع الأعمال، مع تراجع ملحوظ في الاهتمام بقطاع الألعاب. هذا التحول يأتي في ظل تراجع المبيعات والحاجة إلى استكشاف أسواق جديدة قد تكون أكثر استقرارًا وربحية. في هذا المقال، حيث سنوضح في هذا المقال أهم الأسباب وراء هذا التوجه الاستراتيجي وتأثيره على مستقبل AMD وعملائها.
شركة AMD:
شركة AMD، المعروفة باسم Advanced Micro Devices، هي شركة أمريكية متعددة الجنسيات تعمل في مجال أشباه الموصلات وتقع مقراتها الرئيسية في سانتا كلارا، كاليفورنيا. تأسست الشركة في الأول من مايو عام 1969، ومنذ ذلك الحين، نمت لتصبح واحدة من الشركات الرائدة في تطوير معالجات الكمبيوتر وتقنيات الرسوميات.
تشتهر AMD بإنتاجها للمعالجات الدقيقة، وحدات معالجة الرسوميات، واللوحات الأم، والمعالجات المدمجة التي تستخدم في الخوادم، محطات العمل، الحواسيب الشخصية، وأجهزة الكمبيوتر المدمجة. وقد كانت الشركة تصنع معالجاتها الخاصة في البداية، لكنها انتقلت لاحقًا إلى نموذج الأعمال المعروف بـ “التصنيع بدون إنتاج أشباه الموصلات” بعد إطلاق شركة جلوبل فاونديرز في عام 2009.
تُعد AMD منافسًا رئيسيًا لشركة إنتل في سوق المعالجات، وقد شهدت السنوات الأخيرة تحولات استراتيجية مهمة للشركة، حيث توسعت في قطاعات جديدة مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. ومع تغيرات السوق والتحديات الاقتصادية، يبدو أن AMD تسعى لتعزيز وجودها في قطاع الأعمال، مما يعكس التزامها بالابتكار والتكيف مع الظروف السوقية المتغيرة.
إذ تُعد AMD واحدة من الشركات البارزة في صناعة التكنولوجيا، وتستمر في الابتكار وتقديم حلول متقدمة تلبي احتياجات السوق وتساهم في تشكيل مستقبل الحوسبة والتقنيات الرقمية.
اقرأ أيضاً:إنفيديا تهيمن على سوق بطاقات الرسوميات رغم ارتفاع أسعار منتجاتها
ما هي الأسباب وراء تراجع مبيعات قطاع الألعاب :
تواجه شركة AMD تحديات في قطاع الألعاب، وهناك عدة أسباب وراء تراجع مبيعاتها في هذا القطاع:
1.انخفاض الطلب:
تشير التقارير إلى تراجع كبير في الطلب على ألعاب الفيديو، مما أثر سلبًا على مبيعات AMD.
2.دورة الأجهزة:
دخول دورة الأجهزة الترفيهية الحالية عامها الخامس أدى إلى انخفاض الحاجة لتحديث الأجهزة. مما أثر على مبيعات وحدات المعالجة المصممة خصيصًا له.
3.التركيز على الربحية:
مع تراجع المبيعات، تركز الشركة على القطاعات الأكثر ربحية مثل وحدات المعالجة لمراكز البيانات والعملاء.
4.المنافسة:
تواجه AMD منافسة شديدة من شركات أخرى مثل إنفيديا، خاصةً في مجال تقنيات الرسوميات المتقدمة.
هذه العوامل مجتمعة تشير إلى أن AMD تحتاج إلى إعادة تقييم استراتيجياتها والبحث عن فرص جديدة في قطاعات أخرى لتعويض التراجع في قطاع الألعاب.
اقرأ أيضاً:لوسيد تطلق آير جراند تورينج 2024 بمدى قيادة 516 ميل
الشركة تتجه نحو قطاع الأعمال وتبتعد عن قطاع الألعاب:
في ظل التحديات الاقتصادية والتغيرات السريعة في سوق التكنولوجيا. تبدو الشركة مستعدة لإعادة توجيه بوصلتها نحو قطاع الأعمال، مبتعدةً عن قطاع الألعاب الذي كانت تهيمن عليه في السابق. هذا التحول يأتي في أعقاب تراجع كبير في مبيعات قطاع الألعاب.
الأسباب وراء هذا التحول متعددة وتشمل الانخفاض العام في الطلب على ألعاب الفيديو. والمنافسة الشديدة من شركات أخرى مثل إنفيديا، والحاجة إلى التركيز على القطاعات الأكثر ربحية مثل وحدات المعالجة لمراكز البيانات والعملاء.
مع هذا التحول. تتوقع AMD تحقيق 4 مليارات دولار من إيرادات قطاع وحدات معالجة الرسومات لمراكز البيانات في العام الحالي وحده. هذا يعكس استراتيجية الشركة الجديدة التي تركز على الاستفادة من الطلب المتزايد على قدرات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
إذ يبدو أن AMD تسير على طريق جديد قد يكون أكثر استقرارًا وربحية في ظل الظروف الحالية. مع الحفاظ على التزامها بالابتكار وتقديم حلول تكنولوجية متقدمة تلبي احتياجات السوق وتساهم في تشكيل مستقبل الحوسبة والتقنيات الرقمية.
اقرأ أيضاً:حواسيب ألعاب أسوس ROG NUC الجديدة.. أداء قوي بسعر باهظ
ما هي الأجهزة التي تستهدف اAMD في قطاع الأعمال؟
تطلق شركة AMD شرائح الذكاء الاصطناعي لأجهزة الكمبيوتر الشخصية المخصصة للأعمال. بهدف السيطرة على سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية الناشئة المزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي في مواجهة المنافسة الشديدة من Intel وNVIDIA.
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت AMD معالجاتٍ جديدة تستهدف قطاع الأعمال:
_عائلة Ryzen PRO 8040:
صمم لأجهزة الكمبيوتر المحمولة المخصصة للأعمال ومحطات العمل المحمولة. تأتي هذه المعالجات مزودة بوحدة معالجة عصبية (NPU) مدمجة. مما يعزز أداء الذكاء الاصطناعي على الجهاز ويفتح الباب أمام تطبيقات جديدة ومبتكرة.
_عائلة Ryzen PRO 8000:
تصمم خصيصًا لأجهزة الكمبيوتر المكتبية المخصصة للأعمال. تتفوق هذه المعالجات على معالجات إنتل من حيث الأداء والكفاءة، حتى عند مقارنتها بأحدث معالجات ميتيور ليك من إنتل.
هذه الخطوة تهدف إلى توفير أداءٍ ممتازٍ في مجال الذكاء الاصطناعي للشركات والمؤسسات. وقد يكون لها تأثيرًا إيجابيًا على تطور أجهزة الكمبيوتر المخصصة للأعمال في المستقبل.
اقرأ أيضاً:تسريح 25 موظف من مطور لعبة Halo لأول مرة
في ظل التحديات الاقتصادية والتغيرات في سلوك المستهلكين، تبدو خطوة نحو تعزيز حضورها في قطاع الأعمال خطوة استراتيجية ذكية. بينما يعد تراجع مبيعات قطاع الألعاب مؤشرًا على التحولات الكبرى في السوق، فإن التركيز على الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي وتقديم حلول متقدمة للأعمال قد يفتح أمام AMD أفاقًا جديدة للنمو والتطور. يبقى السؤال المهم: هل ستتمكن AMD من تحقيق التوازن بين تلبية احتياجات السوق الحالية والاستثمار في تقنيات المستقبل؟ فقط الزمن كفيل بالإجابة على ذلك. ولكن بحسب ما نراه شركة AMD تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانتها كلاعب رئيسي في عالم التكنولوجيا، مع التركيز على الابتكار والتميز في قطاع الأعمال.